ما هو الاهم الجمال ام العقل؟

مما لاشك فيه أن للمظهر الخارجي الجمالي دوره في العلاقة بين الرجل والمرأة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يغفل هذا الجانب في الارتباط بين الزوجين الا أنه في النهاية رجح كفة الدين والعقل والخلق (.......فاظفر بذات الدين تربت يداك) و (ان جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه........أو كما قال عليه الصلاة والسلام). فالجمال شيء رائع في هذا الوجود ويبعث عند النظر اليه قشعريرة رائعة في كيان الانسان أو حتى الكائن الحي تملك عليه حواسه وتسيطر عليه وتأخذه كل مأخذ والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتدبر في خلقه (الذين يذكزون الله قياما وقعودا ويتفكرون في خلق السماوات والارض، ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك فقنا عذاب النار) وغيرها من الآيات الأخرى التي لاتكاد تحصى في الحث على التدبر في عظمة وجمال خلق الله سبحانه وتعالى والتي جعلها سبحانه وتعالى آيات في هذا الكون الذي هو في حد ذاته الآية الكبرى (سنريهم آياتنا في الآفاق وأنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق....الآية). والشيء الواجب التنبيه اليه أن الجمال شيء نسبي ينظر اليه كل من زاويته ويقدره كل بميزانه الخاص. وفي هذا الصدد يحكى ان سيدنا عيسى عليه السلام كان رفقة أصحابه فمروا على جثة حمار (فريسة) -أجلكم الله - فذكر بعض أصحابه أو كلهم نتانة ريحه ولكن النبي عيسى عليه السلام قال لهم أنه أعجبه بياض أسنانه ولما سئل عن السبب الذي جعله يختلف في نظره عنهم قال: كل ينفق مما عنده. نعم فالقليل من الناس من يستطيع رؤية الجمال في وسط كومة القش أو جثة الكلب -أجلكم الله -. ويحضرني هنا قول جميل في ليلاه عندما لامه أهله وأرادوا تسويد صورتها في عينيه
يقولون ليلى بالعراق مريضة ........ فياليتني كنت الطبيب المداويا
يقولون سوداء الجبين دميمة ......... ولولا سواد المسك ما انباع غاليا
غير أن الشيء الذي كرم به الله سبحانه وتعالى بني آدم وأسجد لهم الملائكة هو العقل الذي جاء القرآن مخاطبا له دون سائر أعضاء الجسم الأخرى. أما الحب وآه من هذه الكلمة التي يقولها الكثيرون ولكن لايعرف كنهها وقيمتها الا العارفون الذين لهم باع طويل في هذا البحر العباب الذي ما خرج منه ناجيا سالما معافا غانما الا ذو حظ عظيم. وأسمى أنواع الحب هو حب الله سبحانه وتعالى أصل كل حب ومنبع كل عشق ومنطلق كل هيام، ثم حب النبي صلى الله عليهوآله وسلم الذي نفديه بمهجنا على مكابدته المشاق من أجل هدايتنا الى طريق الله القويم، ثم حب الوالدين اللذين كانا سبب وجودنا وأساس سعادتنا.......الخ. ويبقى حب الرجل للمرأة هو الأمر الذي دندن حوله الشعراء والكتاب راسمين لوحات جميلة و سمفونيات رائعة الجمال تأخذ بلباب العقول ولولا الشهر الفضيل وعظمته التي نتهيب حرمتها لأفردنا له فصلا كاملا.ولكن ما لاحظته وربما لاحطته الأخت سيلفانا والأخت نغم والذي -أكيد- لايستطيع الدكاترة الواردة أسماؤهم في الموضوع أعلاه الاجابة عنه بحكم أن فاقد الشيء لايعطيه (و ذلك لغياب التجربة عندهم) هو مايلي: قديما كانت الأم أو الخاطبة هي التي تتولى اختبيار الزوجة وخطبتها للزوج الذي لا يتسنى له في الغالب النظر الى زوجته والعكس الا يوم الدخلة ورغم ذلك يعيشان في حب وسعادة واحترام ويخلفان أبناء يشقيان لسعادتهم وفي الغالب لايتخلى أحدهما عن الآخر الا بمجيء هادم اللذات ومفرق الجماعات (الموت). أما اليوم وعكس الماضي نجد أن الزوجين المفترضين يتعارفان مسبقا وهذا شيء جميل وايجابي ويقضيان فترة تطول أو تقصر للمزيد من الألفة أو..أو ..ورغم الآهات والسهاد والأحلام الوردية والأمور الحميمية والكثير من الأمور الأخرى التي نضرب عنها صفحا‘ نرى أن هذا الزواج لايعمر طويلا ولمدة ربما لا تتعدى بضعة أشهر وقد تكلل بطفل قد يعيش مأساة فقدان حنان أحد الوالدين.....الخ . لا اريد الاطالة حتى لايدركني الصباح وأكون كشهرزاد التي أمسكت عن الكلام المباح.
الخلاصة: الانسان جسم وروح، فالجسم أصله التراب والروح ألتي هي من أمر الله، أصلها السماء ان صح ذلك مجازا.فمن انجذب الى التراب على حساب السماء وارتمى الى درك الطينية وأخلد الى الأرض ونأى بجانبه كان ربما يميل الى المادية أي كان انسانا ماديا ولا يعطي للروحانيات أدنى اهتمام وكان ربما شهوانيا وجشعا لايشبع. أما من مال الى الروح على حساب الجسم ربما كان انسانا يميل الى الخيال أكثر وربما كان درويشا وربما كان أقرب الى الملائكة منه الى اليبشر ان صح التعبير. والشيء الذي أراه هو التوفيق بين الجسم والروح دون افراط ولا تفريط (...وكان بين ذلك قواما).المهم الحديث ذوشجون....... وأستغفر الله. تحياتي

بوركت أختي الكريمة وأشكرك على هذه المجاملة اللطيفة.على كل أنا لاأستطيع معرفة نفسية وتصرف الفتيات أكثر منك. ولكن كم من فتاة جميلة يجذبك مظهرها بقوة حتى أنك توحدي الله من هذا الجمال الأخاذ، ولكن عند اختبارها تجد عقلها صغيرا وأفقها مسدود ومستواها محدود ومعلوماتها واهتماماتها لا تتعدى خريطة جسمها. كما توجد اخريات ما شاء الله، كما يقال بالعامية ، همة ورمة.كما قال الشاعر الشعبي قديما
لايعجبك زين الدفلى .........في الواد داير ظلايل
ولا يعجبك زين الطفلة ...........حتى تشوف الفعايل
تقبلي أختي أسمى التحيات